زوجات النبي
حاول أعداء الإسلام نشر الفتنة بين المسلمين بقولهم لماذا أبيح للرسول الزواج بأكثر من أربعة و حدد لأمته أربعة فقط و زعموا ان وراء ذلك رغباته الجنسية و هو عليه الصلاة و السلام بعيد عن ذلك كل البعد و ذلك لسببـين :
أولاً : ان الرجل يكون في أعلى طاقته الجنسية من سن الشباب في الخامسة عشرة إلى سن الكهولة في الأربعين و تقل هذه الشهوة بعد سن الخمسين بالتدريج ، و لو نظرنا إلى الرسول(ص) لوجدنا انه تزوج بالسيدة خديجة بنــــــت خويلد و هو في الخامسة و العشرين من عمره بينما كانت تكبره هي بخمسة عشر عاماً آي كانت في الأربعين من عمرها و استمر معها خمسة و عشرين عاما و توفيت في سن الثالثة و الستين و هو في سن الخمسين و طوال هذه المدة لم يتزوج بأخرى
ثانياً :
أن الذى يتزوج لرغبة جنسية يختار لنفسه فتيات صغار السن أبكار جميلات و لكن إذا نظرنا إلى واقع الحال فأننا نجد كل زوجات النبي ثيبات منهن المطلقات و منهن الأرامل و بعضهن اكبر سناً منه . و كل ذلك يستبعد الدافع الشهواني ، و إنما تكون هنالك حكم لمثل هذه الزيجات مثــــل :
1) حكمة دعوية :
الرسول كان كالأب للمسلمين و من واجبات الأب أن يحمى عائلته و يجب أن يحس الرجل عندما يدخل إلى الإسلام بأن عائلته في أمان أن هو قضى نحبه ، ويجب أن تعلم المرأة أنها لن تتعرض للفتنة أن دخلت في الإسلام ، و هذا هو ما دعاه للزواج بسودة بنــــــت زمعة و هي التي هاجرت مع زوجها السكران بن عمرو الأنصاري ، فلما رجعا من الحبشة توفى زوجها و كان أهلها من المشركين المعادين للرسول فلم تجرؤ على العودة إلى أهلها و بقائها دون معيل أو راع يؤدى إلى ضياعها فتقدم الرسول (ص) للزواج بها و كانت تكبره بخمسة أعوام و كذلك كان زواجه بأم سلمة و جويرية بنت الحارث و زينب بنت خزيمة .
2 ) حكمة سياسية :
كان الزواج عبر العصور وسيله لفض الخلافات بين الكثير من القبائل و توثيق الصلات بينهم و كان هذا دافع للرسول لكي يتزوج من كريمات بعض القبائل ، فزواجه من أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان كان لتعويضها عن زوجها الذي فقدته في هجرة الحبشة ثم ليتــــألف قلب أبى سفيان الذي آلت إليه زعامة قريش ، و عندما أخبر أبو سفيان بذلك قال هو الفحل لا يقدع أنفه ، و هذا يدل على شعوره بالاعتزاز بهذه المصاهرة . و كذلك زواجه بجويرية بنـــت الحارث من بنى المصطلق ( قوم دخل المسلمون معهم في حرب و أسروهم ) و لقد كان زواجها من الرسول خيرا لكل قبيلتها ، لان الصحابة رضوان الله عليهم عندما سمعوا بزواج الرسول (ص) من جويرية و كانت بنت سيد القوم قالوا كيف نسترقهم و هم أصهار رسول (ص) و بعد تلك الحادثة اصبح بنى عبد المصطلق من أشد جند الله ، و كذلك كان زواجه بصفية بنت حيي ليكف خطر اليهود من جهة و ليبين للناس أن الدعوة جاءت لكل الناس شاملة لا تفرق بين أحد منهم .
3 ) حكمة اجتماعية :
كما قلنا سابقاً أن الزواج يقوى العلاقات بين الأسر و الأقوام و القبائل ، و كان زواجه ببنتي أبو بكر الصديق و عمر الفاروق خير تكريم لصاحبي الرسول (ص)و كذلك كان زواجه بزينب بنـــت خزيمة و أم سلمة خير تكريم لهم و لأزواجهم المجاهدين .
4 ) حكمة تعليمية :
لقد كانت أزواج النبي (ص)مرجعا لكل المسلمين ، فكانت نسوة المسلمين ترجع إلى أمهات المؤمنين في كل الأمور التي تتعلق بالمنزل و حياة المرأة الخاصة فهناك بعض الأمور التي لا يستطيع الرسول (ص)الإجابة عليها مباشرة فهو رجل و بشر لذلك فهو يستحي
5 ) حكمة تشريعية :
و ذلك يتجلى واضحا في زواج الرسول (ص)بزينب بنـت جحش ، فعندما أراد الله سبحانه و تعالى إبطال عادة التبني التي كانت منتشرة في الجاهلية أمر الرسول (ص)بالزواج من زينب بنت جحش مطلقة متبناة زيد بن حارثة و لقد تردد الرسول عليه السلام في هذا الأمر فهو بشر و يشعر بالحرج أيضا ، و قالت السيدة عائشة رضى الله عنها لو كان النبي عليه السلام كاتم لشيء من الوحي لكتم قوله تعالي ( و إذ تقول للذي أنعم الله عليه و أنعمت عليه أمسك عليك زوجك و اتق الله و تخفي في نفسك ما الله مبديه و تخشى الناس و الله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزوج أدعيائهم إذا قضوا منــــهن وطــراً و كان أمر الله مفعولاً ) . ( الأحزاب /37 ) و لقد أطلق المشركون و المنافقون ألسنة السوء حول هذا الزواج و لا زالت شبهات المستشرقين تحوم حول هذه الحادثة حتى هذا اليوم